بحـث
بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأخيرة
محطات للسعادة ..
منتدى دين ودنيا :: منتديات التنمية البشرية :: قسم التنمية البشرية :: كتب ومحاضرات ومواضيع تنمية الذات
صفحة 1 من اصل 1
محطات للسعادة ..
قل سيروا في الأرض....
مما يشرح الصدر ويزيح سحب الهم والغم، السفر في الديار، وقطع القفار، والتقلب في الأرض
الواسعةوالنظر في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أقلام القدرة وهي تكتب على صفحات الوجود آيات
الجمال...لترى حدائق ذات بهجة، ورياضا أنيقة وجنات ألفافا، اخرج من بيتك وتأمل ما حولك وما بين
يديك وما خلفك....اصعد الجبال، اهبط الأودية، تسلق الأشجار، عب من الماء النمير، ضع أنفك على
أغصان الياسمين حينها تجد روحك حرة طليقة، كالطائر الغريد تسبح في فضاء السعادة، اخرج من
بيتك، ألق الغطاء الأسود عن عينيك ثم سر في فجاج الله الواسعة ذاكرا مسبحا....
إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار، وليست غرفتك هي العالم
ولست أنت كل الناس، فلم الاستسلام أمام كتائب الأحزان، ألا فاهتف ببصرك وسمعك وقلبك:
انفروا خفافا وثقالا، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول والخمائل بين الطيور وهي تتلو خطب الحب،
وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل.
أيها ذا الشاكي وما بك داء ++++* كن جميلا ترى الوجود جميلا
أترى الشوك في الورود ونعمى ++++* أن ترى فوقه الندى إكليلا
إن الترحال في مسارب الأرض متعة يوصي بها الأطباء لمن ثقلت عليه نفسه، وأظلمت عليه
غرفته الضيقة فهيا بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر ...
(ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك)
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
فصبر جميل ...
التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين يتلقون المكاره برحابة صدر وبقوة إرادة وبمناعة أبية. وإن لم
أصبر أنا وأنت فماذا نصنع؟
هل عندك حل لنا غير الصبر؟ هل تعلم لنا زادا غيره؟ كان أحد العظماء مسرحا تركض فيه المصائب
وميدانا تتسابق فيه النكبات كلما خرج من كربة زارته كربة أخرى، وهو متترس بالصبر، متدرع بالثقة
بالله، يقول عن حاله:
تنكر لي دهري ولم يدر أنني ++++* أعز وأحداث الزمان تهون
فبات يريني الدهر كيف عتوه ++++* وبت أريه الصبر كيف يكون
هكذا يفعل النبلاء، يصارعون الملمات ويطرحون النكبات أرضا.
دخلوا على أبي بكر وهو مريض، قالوا: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: الطبيب قد رآني. قالوا:
فماذا قال؟ قال: يقول: إني فعال لما أريد.
ومرض أحد الصالحين فقيل له: ماذا يؤلمك؟ فقال:
تموت النفوس بأوصابها ++++* ولم يدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي ++++* أذاها إلى غير أحبابها
واصبر وما صبرك إلا بالله، اصبر صبر واثق بالفرج، عالم بحسن المصير، طالب للأجر، راغب في تكفير
السيئات اصبر مهما ادلهمت الخطوب، وأظلمت أمامك الدروب، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع
الكرب، وإن مع العسر يسرا.
قرأت سير عظماء مروا في هذه الدنيا وذهلت لعظيم صبرهم وقوة احتمالهم، كانت المصائب تقع
على رؤوسهم كأنها قطرات ماء باردة، وهم في ثبات الجبال، وفي رسوخ الحق، فما هو إلا وقت
قصير فتشرق وجوههم على طلائع فجر الفرج وفرحة الفتح، وعصر النصر. وأحدهم ما اكتفى بالصبر
وحده، بل نازل الكوارث وتحدى المصائب وصاح في وجهها منشدا.
إن كان عندك يا زمان بقية ++++* مما يهان به الكرام فهاتها
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/035.gif
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك ....
نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية، وهم على فرش النوم، فإذا وضعت الحرب أوزارها
غنموا. قرحة المعدة، وضغط الدم والسكري. يحترقون مع الأحداث، يغضبون من غلاء الأسعار، يثورون
لتأخر الأمطار، يضجون لانخفاض سعر العملة، فهم في انزاعاج دائم، وقلق واصب
(يحسبون كل صيحة عليهم)
ونصيحتي لك أن لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك، دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعائك.
إن البعض عنده قلب كالاسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف ينزعج للتوافه، يهتز للواردات،
يضطرب لكل شيء، وهذا القلب كفيل أن يحطم صاحبه وأن يهدم كيان حامله.
أهل المبدأ الحق تزيدهم العبر والعظات إيمانا إلى إيمانهم، وأهل الخور تزيدهم الزلازل خوفا إلى
خوفهم وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلب شجاع، فإن المقدام الباسل واسع البطان، ثابت
الجأش، راسخ اليقين بارد الأعصاب، منشرح الصدر، أما الجبان فهو يذبح نفسه كل يوم مرات
بسيف التوقعات والأراجيف والأوهام والأحلام فإن كنت تريد الحياة المستقرة فواجه الأمور بشجاعه
وجلد ولا يستخفنك الذين لا يوقنون، ولا تك في ضيق مما يمكرون كن أصلب من الأحداث، وأعتى
من رياح الأزمات، وأقوى من الأعاصير، وارحمتاه لأصحاب القلوب الضعيفة كم تهزهم الأيام هزا
(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة)
وأما الأباة فهم من الله في مدد، وعلى الوعد في ثقة
(فأنزل السكينة عليهم).
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
لا تحطمك التوافه ...
كم من مهموم سبب همه أمر حقير تافه لا يذكر.
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
انظر إلى المنافقين، ما أسقط هممهم وما أبرد عزائمهم. هذه أقوالهم: لا تنفروا في الحر، ائذن لي
ولا تفتني بيوتنا عورة، نخشى أن تصيبنا دائرة، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا. يا لخيبة هذه
المعاطس يا لتعاسة هذه النفوس.
همهم البطون والصحون والدور والقصور، لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المثل، لم ينظروا أبدا إلى
نجوم الفضائل. هم أحدهم ومبلغ عمله: دابته وثوبه ونعله ومأدبته، وانظر لقطاع هائل من الناس
تراهم صباح مساء سبب همومهم خلاف مع الزوجة أو الابن أو القريب أو سماع كلمة نابية أو موقف
تافه. هذه مصائب هؤلاء البشر، ليس عندهم من المقاصد العليا ما يشغلهم، ليس عندهم من
الاهتمامات الجليلة ما يملأ وقتهم، وقد قالوا:
إذا خرج الماء من الإناء ملأه الهواء، إذا ففكر في الأمر الذي تهتم له وتغتم، هل يستحق هذا الجهد
وهذا العناءلأنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك وراحتك ووقتك، وهذا غبن في الصفقة وخسارة
هائلة ثمنها بخس، وعلماء النفس يقولون اجعل لكل شيء حدا معقولا، وأصدق من هذا قوله
تعالى: (قد جعل الله لكل شيء قدرا)
فاعط القضية حجمها ووزنها وقدرها وإياك والظلم والغلو.
هؤلاء الصحابة الأبرار همهم تحت الشجرة الوفاء بالبيعة، فنالوا رضوان الله ورجل معهم أهمه جمله
حتى فاته البيع فكان جزاؤه الحرمان والمقت. فاطرح التوافه والاشتغال بها تجد أن أكثر همومك
ذهبت عنك وعدت فرحا مسرورا.
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ....
مر فيما سبق بعض معاني هذا السبب لكنني أبسطه هنا ليفهم أكثر وهو أن عليك أن تقنع بما
قسم لك من جسم ومال وولد وسكن وموهبة، وهذا منطق القرآن
(فخذ ما إتيتك وكن من الشاكرين) ان غالب علماء السلف وأكثر الجيل الأول كانوا فقراء لم يكن
لديهم اعطيات ولا مساكن بهية، ولا مراكب، ولا حشم، ومع ذلك أثروا الحياة وأسعدوا
أنفسهم والإنسانية، لأنهم وجهوا ما آتاهم الله من خير في سبيله الصحيح فبورك لهم في
أعمارهم وأوقاتهم ومواهبهم ويقابل هذا الصنف المبارك ملأ أعطوا من الأموال والأولاد والنعم، فكانت
سبب شقائهم وتعاستهم، لأنهم انحرفوا عن الفطرة السوية والمنهج الحق وهذا برهان ساطع
على أن الأشياء ليست كل شيء، انظر إلى من حمل شهادات عالميةلكنه نكرة من النكرات في
عطائه ولهمه وأثره، بينما تجد آخرين عندهم علما محدودا، وقد جعلوا منه نهرا دافقا بالنفع والإصلاح
والعمار. إن كنت تريد السعادة فارض بصورتك التي ركبك الله فيها، وارض بوضعك الأسرى وصوتك
ومستوى فهمك ودخلك، بل إن بعض المربين الزهاد يذهبون إلى أبعد من ذلك فيقولون لك: ارض بأقل مما أنت فيه وبدون ما أنت عليه وأنشدوا:
سعادتك العظمى إذا كنت عاقلا ++++* هناك بحال دون حال تعيشها
هاك قائمة رائعة مليئة باللامعين الذين بخسوا حظوظهم الدنيوية:
عطاء بن أبي رباح عالم الدنيا في عهده، مولى أسود أفطس أشل مفلفل الشعر.
الأحنف بن قيس، حليم العرب قاطبة، نحيف الجسم، أحدب الظهر، أحنى الساقين، ضعيف البنية.
الأعمش محدث الدنيا، من الموالي، ضعيف البصر، فقير ذات اليد، ممزق الثياب، رث الهيئة والمنزل.
بل الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، كل منهم رعى الغنم، وكان داود حدادا وزكريا نجارا،
وإدريس خياطا وهم صفوة الناس وخير البشر. إذا فقيمتك مواهبك وعملك الصالح ونفعك وخلقك،
فلا تأس على ما فات من جمال أو مال أو عيال، وارض بقسمة الله
(نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا)
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
ذكر نفسك بجنة عرضها السماوات والأرض....
إن جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت أو بخست حقا أو ذقت ظلما فذكر نفسك
بالنعيم والراحة والسرور والحبور والأمن والخلد في جنات النعيم، إنك ان اعتقدت هذه العقيدة
وعملت لهذا المصير تحولت خسائرك إلى أرباح وبلاياك إلى عطايا، ان أعقل الناس هم الذين
يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى. وان أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي
قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث
لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة، لا ينظرون إلا إلى هذه الفانية، لا يتفكرون في غيرها ولا
يعملون لسواها فلا يريدون أن يعكر لهم سرورهم ولا يكدر عليهم فرحهم، ولو أنهم خلعوا حجاب
الران عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها،
ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها إنها والله الدار التي نستحق الاهتمام والكد والجهد.
هل تأملنا طويلا وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون، ولا يفنى شبابهم ولا
تبلى ثيابهم في غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعها،
طول الخيمة فيها ستون ميلا، أنهارها مطردة قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها
مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة زرابيها مبثوثة، تم سرورها، عظم حبورها، فاح عرفها،
عظم وصفها، منتهى الأماني فيها، فأين عقولنا لا تفكر ما لنا لا نتدبر. إذا كان المصير إلى هذه الدار
فلتخف المصائب على المصابين ولتقر عيون المنكوبين ولتفرح قلوب المعدمين
.
فيا أيها المسحوقون بالفقر، المنهكون بالفاقة المبتلون بالمصائب، اعملوا صالحا لتسكنوا جنة الله
وتجاوروه تقدست أسماؤه (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
وكذلك جعلناكم أمة وسطا ...
العدل مطلب عقلي وشرعي، لا غلو ولا جفاء، لا إفراط ولا تفريط، ومن أراد السعادة فعليه أن يضبط
عواطفه، واندفاعاته وليكن عادلا في رضاه وغضبه وسروره وحزنه، لأن الشطط والمبالغة في التعامل
مع الأحداث ظلم للنفس وما أحسن الوسطية، فإن الشرع نزل بالميزان، والحياة قامت على
القسط، ومن أتعب الناس من طاوع هواه واستسلم لعواطفه وميولاته حينها تتضخم عنده الحوادث
وتظلم لديه الزوايا وتقوم في قلبه معارك ضارية من الأحقاد والدخائل والضغائن
لأنه يعيش في أوهام وخيالات، حتى إن بعضهم يتصور أن الجميع ضده، وأن الآخرين يحبكون مؤامرة
لإبادته وتملي عليه وساوسه أن الدنيا له بالمرصاد، فلذلك يعيش في سحب سود من الخوف
والهم والغم.
إن الإرجاف ممنوع شرعا رخيص طبعا وما يمارسه إلا أناس مفلسون في القيم الحية والمبادئ
الربانية (يحسبون كل صيحة عليهم).
أجلس قلبك على كرسيه، فأكثر ما يخاف لا يكون، ولك قبل وقوع ما تخاف وقوعه أن تقدر أسوأ
الاحتمالات ثم توطن نفسك على تقبل هذا الأسوأ، حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق
القلب قبل أن يقع الحدث فيبقى كقول الأول:
كأن قطاة علقت بجناحها ++++* على كبدي من شدة الخفقان
فيا أيها العاقل النابه إعط كل شيء حجمه، ولا تضخم الأحداث والمواقف والقضايا بل اقتصد واعدل ولا
تجور ولا تذهب مع الوهم الزائف والسراب الخادع اسمع ميزان الحب والبغض
(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم)
إن كثيرا من التخويفات والأراجيف لا حقيقة لها وقديما قالوا:
وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة ++++* من الهم أفرخ أكثر الروع باطله
مما يشرح الصدر ويزيح سحب الهم والغم، السفر في الديار، وقطع القفار، والتقلب في الأرض
الواسعةوالنظر في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أقلام القدرة وهي تكتب على صفحات الوجود آيات
الجمال...لترى حدائق ذات بهجة، ورياضا أنيقة وجنات ألفافا، اخرج من بيتك وتأمل ما حولك وما بين
يديك وما خلفك....اصعد الجبال، اهبط الأودية، تسلق الأشجار، عب من الماء النمير، ضع أنفك على
أغصان الياسمين حينها تجد روحك حرة طليقة، كالطائر الغريد تسبح في فضاء السعادة، اخرج من
بيتك، ألق الغطاء الأسود عن عينيك ثم سر في فجاج الله الواسعة ذاكرا مسبحا....
إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار، وليست غرفتك هي العالم
ولست أنت كل الناس، فلم الاستسلام أمام كتائب الأحزان، ألا فاهتف ببصرك وسمعك وقلبك:
انفروا خفافا وثقالا، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول والخمائل بين الطيور وهي تتلو خطب الحب،
وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل.
أيها ذا الشاكي وما بك داء ++++* كن جميلا ترى الوجود جميلا
أترى الشوك في الورود ونعمى ++++* أن ترى فوقه الندى إكليلا
إن الترحال في مسارب الأرض متعة يوصي بها الأطباء لمن ثقلت عليه نفسه، وأظلمت عليه
غرفته الضيقة فهيا بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر ...
(ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك)
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
فصبر جميل ...
التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين يتلقون المكاره برحابة صدر وبقوة إرادة وبمناعة أبية. وإن لم
أصبر أنا وأنت فماذا نصنع؟
هل عندك حل لنا غير الصبر؟ هل تعلم لنا زادا غيره؟ كان أحد العظماء مسرحا تركض فيه المصائب
وميدانا تتسابق فيه النكبات كلما خرج من كربة زارته كربة أخرى، وهو متترس بالصبر، متدرع بالثقة
بالله، يقول عن حاله:
تنكر لي دهري ولم يدر أنني ++++* أعز وأحداث الزمان تهون
فبات يريني الدهر كيف عتوه ++++* وبت أريه الصبر كيف يكون
هكذا يفعل النبلاء، يصارعون الملمات ويطرحون النكبات أرضا.
دخلوا على أبي بكر وهو مريض، قالوا: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: الطبيب قد رآني. قالوا:
فماذا قال؟ قال: يقول: إني فعال لما أريد.
ومرض أحد الصالحين فقيل له: ماذا يؤلمك؟ فقال:
تموت النفوس بأوصابها ++++* ولم يدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي ++++* أذاها إلى غير أحبابها
واصبر وما صبرك إلا بالله، اصبر صبر واثق بالفرج، عالم بحسن المصير، طالب للأجر، راغب في تكفير
السيئات اصبر مهما ادلهمت الخطوب، وأظلمت أمامك الدروب، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع
الكرب، وإن مع العسر يسرا.
قرأت سير عظماء مروا في هذه الدنيا وذهلت لعظيم صبرهم وقوة احتمالهم، كانت المصائب تقع
على رؤوسهم كأنها قطرات ماء باردة، وهم في ثبات الجبال، وفي رسوخ الحق، فما هو إلا وقت
قصير فتشرق وجوههم على طلائع فجر الفرج وفرحة الفتح، وعصر النصر. وأحدهم ما اكتفى بالصبر
وحده، بل نازل الكوارث وتحدى المصائب وصاح في وجهها منشدا.
إن كان عندك يا زمان بقية ++++* مما يهان به الكرام فهاتها
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/035.gif
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك ....
نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية، وهم على فرش النوم، فإذا وضعت الحرب أوزارها
غنموا. قرحة المعدة، وضغط الدم والسكري. يحترقون مع الأحداث، يغضبون من غلاء الأسعار، يثورون
لتأخر الأمطار، يضجون لانخفاض سعر العملة، فهم في انزاعاج دائم، وقلق واصب
(يحسبون كل صيحة عليهم)
ونصيحتي لك أن لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك، دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعائك.
إن البعض عنده قلب كالاسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف ينزعج للتوافه، يهتز للواردات،
يضطرب لكل شيء، وهذا القلب كفيل أن يحطم صاحبه وأن يهدم كيان حامله.
أهل المبدأ الحق تزيدهم العبر والعظات إيمانا إلى إيمانهم، وأهل الخور تزيدهم الزلازل خوفا إلى
خوفهم وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلب شجاع، فإن المقدام الباسل واسع البطان، ثابت
الجأش، راسخ اليقين بارد الأعصاب، منشرح الصدر، أما الجبان فهو يذبح نفسه كل يوم مرات
بسيف التوقعات والأراجيف والأوهام والأحلام فإن كنت تريد الحياة المستقرة فواجه الأمور بشجاعه
وجلد ولا يستخفنك الذين لا يوقنون، ولا تك في ضيق مما يمكرون كن أصلب من الأحداث، وأعتى
من رياح الأزمات، وأقوى من الأعاصير، وارحمتاه لأصحاب القلوب الضعيفة كم تهزهم الأيام هزا
(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة)
وأما الأباة فهم من الله في مدد، وعلى الوعد في ثقة
(فأنزل السكينة عليهم).
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
لا تحطمك التوافه ...
كم من مهموم سبب همه أمر حقير تافه لا يذكر.
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
انظر إلى المنافقين، ما أسقط هممهم وما أبرد عزائمهم. هذه أقوالهم: لا تنفروا في الحر، ائذن لي
ولا تفتني بيوتنا عورة، نخشى أن تصيبنا دائرة، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا. يا لخيبة هذه
المعاطس يا لتعاسة هذه النفوس.
همهم البطون والصحون والدور والقصور، لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المثل، لم ينظروا أبدا إلى
نجوم الفضائل. هم أحدهم ومبلغ عمله: دابته وثوبه ونعله ومأدبته، وانظر لقطاع هائل من الناس
تراهم صباح مساء سبب همومهم خلاف مع الزوجة أو الابن أو القريب أو سماع كلمة نابية أو موقف
تافه. هذه مصائب هؤلاء البشر، ليس عندهم من المقاصد العليا ما يشغلهم، ليس عندهم من
الاهتمامات الجليلة ما يملأ وقتهم، وقد قالوا:
إذا خرج الماء من الإناء ملأه الهواء، إذا ففكر في الأمر الذي تهتم له وتغتم، هل يستحق هذا الجهد
وهذا العناءلأنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك وراحتك ووقتك، وهذا غبن في الصفقة وخسارة
هائلة ثمنها بخس، وعلماء النفس يقولون اجعل لكل شيء حدا معقولا، وأصدق من هذا قوله
تعالى: (قد جعل الله لكل شيء قدرا)
فاعط القضية حجمها ووزنها وقدرها وإياك والظلم والغلو.
هؤلاء الصحابة الأبرار همهم تحت الشجرة الوفاء بالبيعة، فنالوا رضوان الله ورجل معهم أهمه جمله
حتى فاته البيع فكان جزاؤه الحرمان والمقت. فاطرح التوافه والاشتغال بها تجد أن أكثر همومك
ذهبت عنك وعدت فرحا مسرورا.
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ....
مر فيما سبق بعض معاني هذا السبب لكنني أبسطه هنا ليفهم أكثر وهو أن عليك أن تقنع بما
قسم لك من جسم ومال وولد وسكن وموهبة، وهذا منطق القرآن
(فخذ ما إتيتك وكن من الشاكرين) ان غالب علماء السلف وأكثر الجيل الأول كانوا فقراء لم يكن
لديهم اعطيات ولا مساكن بهية، ولا مراكب، ولا حشم، ومع ذلك أثروا الحياة وأسعدوا
أنفسهم والإنسانية، لأنهم وجهوا ما آتاهم الله من خير في سبيله الصحيح فبورك لهم في
أعمارهم وأوقاتهم ومواهبهم ويقابل هذا الصنف المبارك ملأ أعطوا من الأموال والأولاد والنعم، فكانت
سبب شقائهم وتعاستهم، لأنهم انحرفوا عن الفطرة السوية والمنهج الحق وهذا برهان ساطع
على أن الأشياء ليست كل شيء، انظر إلى من حمل شهادات عالميةلكنه نكرة من النكرات في
عطائه ولهمه وأثره، بينما تجد آخرين عندهم علما محدودا، وقد جعلوا منه نهرا دافقا بالنفع والإصلاح
والعمار. إن كنت تريد السعادة فارض بصورتك التي ركبك الله فيها، وارض بوضعك الأسرى وصوتك
ومستوى فهمك ودخلك، بل إن بعض المربين الزهاد يذهبون إلى أبعد من ذلك فيقولون لك: ارض بأقل مما أنت فيه وبدون ما أنت عليه وأنشدوا:
سعادتك العظمى إذا كنت عاقلا ++++* هناك بحال دون حال تعيشها
هاك قائمة رائعة مليئة باللامعين الذين بخسوا حظوظهم الدنيوية:
عطاء بن أبي رباح عالم الدنيا في عهده، مولى أسود أفطس أشل مفلفل الشعر.
الأحنف بن قيس، حليم العرب قاطبة، نحيف الجسم، أحدب الظهر، أحنى الساقين، ضعيف البنية.
الأعمش محدث الدنيا، من الموالي، ضعيف البصر، فقير ذات اليد، ممزق الثياب، رث الهيئة والمنزل.
بل الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، كل منهم رعى الغنم، وكان داود حدادا وزكريا نجارا،
وإدريس خياطا وهم صفوة الناس وخير البشر. إذا فقيمتك مواهبك وعملك الصالح ونفعك وخلقك،
فلا تأس على ما فات من جمال أو مال أو عيال، وارض بقسمة الله
(نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا)
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
ذكر نفسك بجنة عرضها السماوات والأرض....
إن جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت أو بخست حقا أو ذقت ظلما فذكر نفسك
بالنعيم والراحة والسرور والحبور والأمن والخلد في جنات النعيم، إنك ان اعتقدت هذه العقيدة
وعملت لهذا المصير تحولت خسائرك إلى أرباح وبلاياك إلى عطايا، ان أعقل الناس هم الذين
يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى. وان أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي
قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث
لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة، لا ينظرون إلا إلى هذه الفانية، لا يتفكرون في غيرها ولا
يعملون لسواها فلا يريدون أن يعكر لهم سرورهم ولا يكدر عليهم فرحهم، ولو أنهم خلعوا حجاب
الران عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها،
ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها إنها والله الدار التي نستحق الاهتمام والكد والجهد.
هل تأملنا طويلا وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون، ولا يفنى شبابهم ولا
تبلى ثيابهم في غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعها،
طول الخيمة فيها ستون ميلا، أنهارها مطردة قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها
مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة زرابيها مبثوثة، تم سرورها، عظم حبورها، فاح عرفها،
عظم وصفها، منتهى الأماني فيها، فأين عقولنا لا تفكر ما لنا لا نتدبر. إذا كان المصير إلى هذه الدار
فلتخف المصائب على المصابين ولتقر عيون المنكوبين ولتفرح قلوب المعدمين
.
فيا أيها المسحوقون بالفقر، المنهكون بالفاقة المبتلون بالمصائب، اعملوا صالحا لتسكنوا جنة الله
وتجاوروه تقدست أسماؤه (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)
http://www.al3ez.net/upload/b/bintalrisalah_12-14.gif
وكذلك جعلناكم أمة وسطا ...
العدل مطلب عقلي وشرعي، لا غلو ولا جفاء، لا إفراط ولا تفريط، ومن أراد السعادة فعليه أن يضبط
عواطفه، واندفاعاته وليكن عادلا في رضاه وغضبه وسروره وحزنه، لأن الشطط والمبالغة في التعامل
مع الأحداث ظلم للنفس وما أحسن الوسطية، فإن الشرع نزل بالميزان، والحياة قامت على
القسط، ومن أتعب الناس من طاوع هواه واستسلم لعواطفه وميولاته حينها تتضخم عنده الحوادث
وتظلم لديه الزوايا وتقوم في قلبه معارك ضارية من الأحقاد والدخائل والضغائن
لأنه يعيش في أوهام وخيالات، حتى إن بعضهم يتصور أن الجميع ضده، وأن الآخرين يحبكون مؤامرة
لإبادته وتملي عليه وساوسه أن الدنيا له بالمرصاد، فلذلك يعيش في سحب سود من الخوف
والهم والغم.
إن الإرجاف ممنوع شرعا رخيص طبعا وما يمارسه إلا أناس مفلسون في القيم الحية والمبادئ
الربانية (يحسبون كل صيحة عليهم).
أجلس قلبك على كرسيه، فأكثر ما يخاف لا يكون، ولك قبل وقوع ما تخاف وقوعه أن تقدر أسوأ
الاحتمالات ثم توطن نفسك على تقبل هذا الأسوأ، حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق
القلب قبل أن يقع الحدث فيبقى كقول الأول:
كأن قطاة علقت بجناحها ++++* على كبدي من شدة الخفقان
فيا أيها العاقل النابه إعط كل شيء حجمه، ولا تضخم الأحداث والمواقف والقضايا بل اقتصد واعدل ولا
تجور ولا تذهب مع الوهم الزائف والسراب الخادع اسمع ميزان الحب والبغض
(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم)
إن كثيرا من التخويفات والأراجيف لا حقيقة لها وقديما قالوا:
وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة ++++* من الهم أفرخ أكثر الروع باطله
منتدى دين ودنيا :: منتديات التنمية البشرية :: قسم التنمية البشرية :: كتب ومحاضرات ومواضيع تنمية الذات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة نوفمبر 25, 2016 2:05 pm من طرف asaadn12345
» ورشة عمل: ( الموازنة الفعالة والرقابة علي التكاليف)اسطنبول – تركيا 15 – 24 يونية 2014م
الأحد مارس 30, 2014 3:22 am من طرف ميرفت شاهين
» التسويق الإلكترونى والربح من المدونات و المواقع
الإثنين أكتوبر 04, 2010 1:33 am من طرف aktashef
» دبلومة التدريب بإحتراف للمدربة دينا الجيار
الخميس سبتمبر 09, 2010 9:19 am من طرف aktashef
» التسويق الإلكترونى والربح من المواقع
الخميس أغسطس 26, 2010 4:45 pm من طرف aktashef
» عالم التسويق الإلكترونى
الأربعاء أغسطس 25, 2010 8:55 am من طرف aktashef
» دبلومه اداره الموارد البشريه
السبت أغسطس 07, 2010 6:11 am من طرف aktashef
» دبلومه التسويق الحديث
السبت أغسطس 07, 2010 6:00 am من طرف aktashef
» التسويق الكترونى وعمل من المنزل والربح من المدونات والمواقع
السبت أغسطس 07, 2010 5:40 am من طرف aktashef
» الآن بالإسكندرية كورس التسويق الإلكتروني
الأربعاء يوليو 28, 2010 1:04 pm من طرف aktashef